(حصاد)
شهق القمر حين شهقت النخلة ، غطت وجهها النجوم، حين رأتها نائمة فى وداعة وهو يتحسس يديه قبل حصادها ا، مالت النخلة بجريدها يمنةويسرة ملتمسة نجاة، زاد من ضغطه على العنق فى شبق، هوت النخلة على وجهها،إنطلق شهاب راصد مزمجرا فى غضب.
(استغاثة)
حين أغمضوا عيونهم واسترخت أجسادهم العارية تحت الشمس، لمعت صورتها أمامهم كومضة برق، بدت دامعة العينين، متشققة الشفاه وهى تركض فى صحراء بلا نهاية، خلف ظهرها ثعبان ضخم يتلوى كقطار نافثا الحمم والنار مطاردا لها بإصرار، تحسسوا سيوفهم فى وهن، هزت السيوف المعلقة على الجدار رأسها فى أسف، تعالى صوت الشخير.
( قبر)
حملوها فوق الأكتاف، تململ الكفن، فما اهتز لهم جفن،أوسعوا الأرض ضرباً بالمعاول، كانت سيارتهم المكيفة تزأر عند ناصية المقابر، وقف قاتلها وسطهم يتلقى التعازى ويتمتم بآيات تبصق فى وجهه ، فيرتعش، نهضت من رقدتها، صفعتهم واحداً واحداًفى البدء، حين استدارت إليه، كان قد توسد المكان حيث أرادوها وسكن، نفضت جناحيها وطارت، غابت بين السحب.
(الأصابع)
أصابعه الخمسة المطبوعة على عنقها الصغير كانت هى الشاهد الذى قاده نحو المشنقة.وحين ارتقى المنصة راسفاً فى القيود، كانت أصابعها الخمس الصغيرة مطبوعة على عنقه، رفع رأسه للمرة الأخيرة، رأى حمامة بيضاء تبتسم، فسكن.
صلاح الدين سر الختم على
30 ديسمبر 2013