Saturday, November 30, 2013

الحصان والعصفور/ قصة فى لوحات /صلاح الدين سر الختم على


(عجينة طرية)
نظرت إليهم طويلا،تفحصتهم واحدا واحدا وهم عنها لاهون،هم بذورها التى استودعتها باطن الأرض وهى موشكة على ان تستودعهم لدى الذى لاتضيع ودائعه، تعرف ذلك فحسب، تشعر به في خفقات قلبها وشهيقها وزفيرها، تعرف انهم سيعانون بعدها، ستبدى لهم الدنيا ماكان خافيا من وجهها، يستأ سد عليهم من كان يخاف من مجرد الاقتراب منهم، تعرف الحلقة الأضعف وكيف ستنهار تحت وقع فؤوس حاقدة تحفظ وجوه أصحابها وحركاتهم وسكناتهم وما يستوطن قلوبهم المظلمة، لكن سيكون قد حيل بينها وبينهم بجدار أبدى، تنظر الى حلقتها الأضعف، ترى عيناه يترقرق فيها شئ ما، كان يرقبها باشفاق ومحبة، كان يعرف بطريقة ما أنها تتفحص الوجوه بتمهل مودع، وكان يستطيع دوما دخول أعماق عقلها وقراءة مافيه،وكان يستسلم لها طائعا، كان ذلك أجمل مافيه وأضعف مافيه، فحين تغيب بوصلته لايعود يعرف أبدا اتجاه الرياح، وسرعان مايسلم الدفة لأول من ينازعه فيها، تنظر الى الأب، الطفل الكبير،كم كان طيعا مثل ابنه البكر،لمع الخاطر المروع فى ذهنها، حين تغيب غيبتها الأبدية، ستنتقل عجينتها الطرية الى أياد لاتعرف رحمة ولاعدلاً ولا تدير الدفة سوى فى اتجاه وحيد فقط، ياآلهى... قضى الأمر، يا للهول، من لبذورى بعدى؟! يجيبها صمت وتدور عيناها من جديد فى الوجوه بلا كلل.جرت الدموع الى الداخل،فهَمَتْ عينُاها.

(الجب ) 
تتذكر، كان نجمه قد بدا يلمع،طالبا نجيبا خرج من بيت صغير لرجل بسيط هو حبله المتين للنجاة من الغرق، كانت هى والأب يسويان الأرض من الفجر الى المغيب، يعدان بذرتهما بحرص،( نم، قم،كل، صل لرب العالمين، لاتأخذ شيئا ليس لك،أغسل ملابسك بنفسك، العمل ليس عيبا، ) كان هو يشق طريقه كمدية، عمل في العطلات و قرأ بالليل تحت لمبة الجازوعمود النور، بمعدة خاوية وهمة عالية،وحين أينعت الثمرة دارن حولها كالفراش لامتصاص الرحيق، تتذكرها دونهن جميعا، نحيلة شاحبة خفيضة الصوت، تخاطبها همساً وعينها على شمعتها الوحيدة،كانت ترى الهمس فحيحاً وخفض الصوت زئيرا، والخطو الوئيد انقضاض صقر على فريسة،أما هو فلم يك يرى سوى ما أرادت النمرة الهرة الصقر أن يرى، غافلا نحو جحرها مضى ، ولقد هَمَّت به وهمَّ بها،لم يسمع الصيحة ولم ير!!آه....آه....قلبى عليل وحيلتى قليلة...................
قضى الأمر...يا للهول...من يحمى بذورى من الغرق!!!
( الحصان والسائس)
كانت الشجرة قد بدأت ثمارها تتفتح للتو،حين علا همس عن زواج،قطبت جبينها، ثم عادت ورسمت ابتسامة وقالت لنفسها( اللعنة عليك ياقلبى، لاتطاوعنى دوما ساعة الشدة، تؤنبنى ، ثم تتركنى فوق الجمر) قالت له( أنت ترى،( ولم يك يرى)، أنت تعلم أن اخوتك كلهم في رقبة أبيك ، هو يحتاج عونك، لايزال الوقت مبكرا،)...لكن عربة الأحلام المدفوعة بأياد لاترى، مضت سريعا نحو آخر الشوط، بات الحصان وحيدا مع السائس في الاسطبل. ثم بات يركض بلاكلل فى ديربى لاينتهى مع فارس وحيد لايترك ظهره أبدا، كعادة الأمهات ( غير المكتسبة ولا الموروثة) غابت هى عن المشهد بفعل فاعل.( ياآلهى: كيف تركت الحصان والمقود وساحة السباق؟! كيف تركت الجمل بماحمل؟؟؟!)

(نبوءة)
تراهم ، ظامئين،متشققى الشفاه، والجمل يمضى بما حمل بعيداً،مثل ظل شجرة بخيلة ‘يحرم نفسه على أهله،وتراها ساحرة تمتطى مكنستها وتحلق بلا توقف، تزرع بذوراً سوداء بينهم وبين(الملقى فى الجب)،يأتون أباهم عشاء يبكون،فيقول الملقى في الجب لأبيه(أكل الطير والسابلة قمحهم ، والعام عام جوع!!) ثم ينحنى ليخبئ عنهم حنطته، وهى تحلق في سماء ملبدة بالغيوم بلا جدوى، فقد انقطع حبل الكلام.يا آلهى ....ماذا فعلت؟!فى هذه المرة : همت السماء بدمع غزير، حين لامسته ونظرت اليه: كان أحمراً قانيا!!
(جنته)
دخل جنته،مزهواً كان،فيه بقية منه لاتزال باقية، فأخذ الأب معه،كانت الهرة ممتعضة،كان الأب عصفورا فى قفص من ذهب،ألقت الهرة قميصا على وجهه،ذهب البصر،بات الذى هو من صلبه ضيفاً ثقيلا فى نظره،ذات صباح تم تحرير الجنة من العصفور،تنهدت الهرة تنهيدة راحة وهى تتحسس مخالبها الطويلة ،بقى الحصان فى قفص من ذهب، ظل يهتف من غير داع: ( مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا. )، فى اللحظة ذاتها كانت دمعة العصفور تقذف شواظا من لهب( وهو لايرى..!!!)
(صورته)
كانت ترى العصفور الآن، وحيدا، حقيبته فى يده،يتجول فى الشوارع وحيدا،يستظل بشجرة تعصمه من الشمس،شجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء، ترى أخوة الذى كان فى حجرها وبات فى جحرها،تراهم يحلقون جميعا نحو الشجرة، يحملون في المناقير سكراً وشاياً وبرتقالاً، يتبسم العصفور، تتمدد الشجرة، تظللها غمامة،تزقزق العصافير بلا توقف، ثمة دخان بعيد متصاعد،تهمى عيناها،تنام ملء جفونها.
صلاح الدين سر الختم على
مروى
الأول من ديسمبر 2013

Wednesday, November 27, 2013

(رحلتها ) قصة فى لوحات/صلاح الدين سرالختم على



 (الكرة)
لم تكن قد أكملت عامها الثانى بعد، حين انهار البيت فوق رأسها الصغير،اختار أبوها حياة جديدة وزوجة أخرى، ومثله فعلت أمها، ومثلها فعلت جدتها، وجدت نفسها كرة ملعونة يركلها اللاعبون بلا توقف.فانزوت وزوت!!
(دروب)
غاب الأب فى مدينة بعيدة وانقطعت أخباره،زوج أمها لايطيقها، والأم عند قدميه ارتمت،حلقت طائرة بها ، غابت دون إن تترك  لها منديلا لتجفف به دموعها. زوج جدتها نظر إليها شذرا فى اليوم الأول،فى أيام تالية غازلها،فى يوم ما طردتها جدتها متحججة بضيق المكان.
(سقوط)
فى الجامعة نازعتها  إلى الحب نفسها، فما أتى فارس إلا سقط على وجهه وانكفأ، ثم راودها الذى هو أستاذها ،فاستعصمت، استشاط غضبا، هددها بالرسوب،فأسقطته بالقاضية وتركت الجامعة!!
(تجارة)
طرقت أبواب العمل بإلحاح، تعبت من متابعة إعلانات التوظيف البراقةودخول المعاينات والخوض فى وحلها مع الذئاب بلا طائل، فافترشت الأرض وباعت شايا وقهوة وزنجبيلا، حين بدا ان الحظ ابتسم لها، داهمتها قوة مسلحة، بعثروا أوانيها وأحلامها، واقتادوها الى محكمة أنيقة الجدران، بيد إن جدرانها تقطر دماً وشاياً ودموعاً.حين دخلت سجدت الجدران لها فبكت!!
(حكم)
كان القاضى منهمكا فى كتابة الحكم  حين أدخلت عليه ، شاحبة حزينة وثوبها فى كفها مزق،أراد النطق بحكمه فقالت( ذرنى أبيع قليلا) قال لها بغلظة دون أن يرفع رأسه والشاي يتبخر من رأسه( لابيع إلا برخصة) ، تبسمت وقالت بمرارة( سيدى انا لا أبيع شيئا سوى المشروبات الساخنة)قال بجفاء : (ألا تفهمين...مطلق البيع محظور إلا برخصة) 
قالت له ( هل انت متأكد سيدى؟ ..اعرف من باعوا ماهو أغلى ولم يقفوا تحت سقفك!!!) فاستشاط غضباً،بات حكمها سجنا وغرامة بعد ان كان محض غرامة، نامت ملء جفونها فى سجنها، وبقى قاضيها ساهرا بعد ان اصابته بالقاضية!!!
(دورة)
في السجن، باتت كرة يركلها اللاعبون، طلبها الذى هى فى سجنه، فاستعصمت وأبت،فعل الذى يليه معها مثلما فعل،فاستعصمت،باتت ماسحة لكل بلاط متسخ، لازال أنفها شامخا،لكنها آثرت السلامة فزوت وانزوت.
صلاح الدين سر الختم على
واد مدنى 
28 نوفمبر 2013

Monday, November 25, 2013

(غزل دائرى)قصة فى لوحات بقلم صلاح الدين سر الختم على

                   
(لهب)
عند ضفة النهر وقف ليلا يتغوط متلذذاًبفعلته وهو يتخيل نصف أهل القرى يشربون ما أودعه بقلب النيل،انشقت الظلمة عن مارد قبيح الهيئة واقفاً قبالته، نصفه فى الماء وهو كتلة من اللهب،ارتجف، تصبب عرقاً وارتجف، ابتسم المارد وقال(تعال نؤسس شراكتنا، تعال حيث مصباحك السحرى)، فابتسم ، وأشتعل فضولاً ،ودخل في جوف اللهب المستعر بلا وجل.صارمن فوره مارداً من لهب.
(عمل)
صنع أدوات عمله بإتقان تام، لم ينس شيئاً، ذاع صيته بالقرى والحضر،فات نصف عمر من لم ير مارد اللهب ،ما ضاع مصاغ أو سرق،إلا وأرشد عنه وكشف،وأعاده مثل إعادة البصر لكفيف قد يئس،من تعثر عمله وهبه العمل ومن فقد الأمل  فشفاؤه على يده قد اكتمل، ومن قلبه مسود قد فاض غلاً وهدر أعطاه بوريقة صغيرة شراً معتبر،نما هو وسدر فى غيه وما أزدجر، فى جوفه لهب وفى وجهه برق لمع.قد صار سيفا من لهب.
(قربان)
كانت الفتنة أنثى جميلة جاءتهما من أقصى المدينة تسعى، مال قلبيهما إليها وهفوا،وقف المارد عاجزاً عن الحل،فكلاهما ولده ومن صلبه،كسب الأصغر الرهان حين ناصرته النار، فسفح الأكبر دمه،قهقه المارد القبيح، وانفطر فؤاد مارد اللهب، حمل رمحا ورمى،أصاب الرمح قابيله، فهوى، لكنه ما أرعوي!!


(شجار)
تماسكا بالأيدي، تراشقا بالحجارة والشهب، والأحذية، تبادلا التهم، تبرأ كل واحد من الآخر،انطلق الرصاص، احترقا، لم يبق سوى سواد فوق سطح الماء ورجل وحيد يتغوط ليلاً متلذذا بفعلته ومارد قبيح يتهيأ لمغازلة أحلامه!!!
صلاح الدين سر الختم على
مروى
25 نوفمبر 2011

Saturday, November 23, 2013

هرولة / قصةقصيرة جدا/ صلاح الدين سر الختم على


بلا مقدمات أخذت الحسناء تركض فى الشوارع حافية وهى تلعن مجهولاً بلا توقف(اللعنة عليك يا...........)،أعيت بدائها المداويين،أخذها ذووها إلى معالج محلى ذاع صيته مؤخراً وسط النسوة،أختلى بها المعالج، ظنها جائعة، فأشبع جوعها مرات ومرات، ثم همس فى أذنها ذات صفاء:(من يكون هذا الذى كنت تلعنينه؟!) نظرت فى عينيه عميقاً، رجعت برأسها للخلف، ثم قالت بصوت بدا كالفحيح:(هو الذى...... نقل إلى جرثومة المرض الخبيث) فهرول المعالج الى الشوارع حافياً ، وهو يلعن امرأة مجهولة بلا توقف!!!
صلاح الدين سرالختم على
مروى
23 نوفمبر 2013

Tuesday, November 19, 2013

زيارة/ قصة قصيرة جدا/صلاح الدين سر الختم على

 أتته في المنام شاحبة حزينة، قالت معاتبة:( لم تعد تهتم لأمري)، نهض مرعوباً، وذهب من فوره الى قبرها!!
صلاح الدين سر الختم على
مروى 20 نوفمبر 2013

ممنوع من الصرف / قصة قصيرة جدا/ صلاح الدين سر الختم على


كان شاهدا لم تطلب شهادته أية محكمة، حين طال انتظاره، قرر ان يكتبها،فصدر قرار بمنعه من الكتابة، همس بها فقطعوا لسانه، أومأ برأسه، فقطعوا رأسه!!

صلاح الدين سر الختم على
مروى
20 نوفمبر 2013

Saturday, November 16, 2013

شلل /قصة قصيرة جدا/ صلاح الدين سر الختم على


تراسلا كثيرا عبر الرسائل الاليكترونية،تبادلا الصور، كان وجههاً مضئياً وجميلاً، وكان هو صاحب قوام رياضى ممشوق، استبد به الفضول ، قررأن يراها خلسة، وحين نجح في ذلك وجد أمامه وجها صبوحا جميلا تجلس صاحبته فوق كرسى متحرك بسبب شلل أطفال مبكر، استدار علي عجل ومضى قبل أن تراه وصوت ساقه الاصطناعية يرن في الباحة الخالية كناقوس !!

صلاح الدين سر الختم على
مروى 15 نوفمبر 2013

Tuesday, November 12, 2013

إفتتان/قصة قصيرة جدا/ صلاح الدين سر الختم على


إفتتان

كان أبوه مفتونا بالعسكرية،أماهو فمفتون بالرسم،حين ولج كلية الفنون خَرَّ الأب صريعا بريشته!!

صلاح الدين سر الختم على
مروى 
12/11/2013

Friday, November 8, 2013

وجه آخر/ قصة قصيرة جداً/ صلاح الدين سر الختم على

                    وجه آخر 
  في بهو أنيق كانوا يتقاسمون حصصهم على عجل  ويخرجون ألسنتهم ويكتبون بها شيئاً في الهواء ، فى الوقت نفسه في غرفة الفندق الرخيص في بلاد بعيدة رأي الشاعر وطنه في قاع كأسه يخرج لسانه له ويتلو عليه قصائده الكثيرة في حب الوطن، أخرج الشاعر مسدسا وفجر رأسه وكأسه بطلقة واحدة.  أخرج الدم لسانه وكتب شيئا في الهواء.
صلاح الدين سر الختم على
الثانى من نوفمبر 2013

Thursday, November 7, 2013

إرادة /قصة قصيرة جدأ/ صلاح الدين سر الختم على


قال بحزم : لن أفعل ذلك..لن أفعل، قبل أن تبلغ كلماته طبلة أذنها امتدت يده فلامست قرطها، فابتسمت.
صلاح الدين سر الختم على
مروى
20 اغسطس 2013

دوران / قصة قصيرة جدا/ صلاح الدين سر الختم على


كانت الأغنية نفسها تدور حين إنفجر باكياً،
وكانت الأغنية نفسها تدور حين إنفجر ضاحكا،
وكانت الأغنية نفسها تدور حين لاذ بالصمت،
 أوقف جهاز التسجيل، اخرج شريط الكاسيت 
وألقاه عبر النافذة وواصل المسير

،ففوجئ بأن الأغنية نفسها
 لاتزال تدور بداخله علي طول الطريق!!!!!
صلاح الدين سر الختم علي
الخرطوم 10 اغسطس 2013

Sunday, November 3, 2013

مخرج / قصة قصيرة جدا/ صلاح الدين سر الختم على



كان جائعا وحائرا ومهدود القوى حين سقطت ثمرة المانجو الناضجة من أعلي الشجرة التي أستظل بظلها من الهجير، حمد الله وتناول الثمرةوحين هم بالتهامها خطر له خاطر، فابعدها عن فمه،و تركها حيث سقطت وتوسد يديه ونام، أفاق علي يد تهزه برفق ووجه صبوح لشيخ كبير في السن يحيه ويدعوه الي منزله لتناول الغداء ، حينها قبل الأرض وحمد الله بصوت مسموع ومضيفه لايزال واقفا مبتسما في مودة.

صلاح الدين سر الختم على
مروى
الثالث من نوفمبر 2013