مهنته كانت حفر الآبار حتى يُخرِج ماءها، حينها فقط يستلم أجره ويمضي باحثاً عن بئر جديدة وأجر جديد.كان صبياً قوياً حين قام بحفر بئر لأول مرة في حياته،وهاهو قد انحنى ظهره قليلاً، بدت رعشة ما، تعترى الأيادي حيناً ومازال قوياً كثور في ساقية،لكنه تعثر بشكل ما، زادت حاجته إلى المال. عقد اتفاقيات حفر تفوق قدرته وقبض من البعض أجزاءً من الأجر مقدماً. بدأت الملاحقة والمماطلة، فوجد نفسه في المحاكم ملاحقاً من الدائنين ،ضيقوا عليه الخناق، وجاءه عرض مغرٍ من أحد الأشخاص لحفر بئر مقابل أجر مدفوع مقدماً ومضاعفاً. رأى فيه بصيص أمل لفرج ما. كانت الأرض رملية وخطرة، لكن حاجته للمال كانت أكبر. شمّرعن ساعديه وشرع في مهمته. كان متدلياً حتى منتصف الجب حين ناداه ابنه الأكبر. خرج مرعوباً،استحلفه الابن بأن يترك العمل ، فانتهره وتدلى من جديد،مضى الابن كسيف البال.لم يبتعد كثيراً حين انهارت الرمال على الأب.كان الأجر المدفوع لايزال بجيبه، والدائنون لازالوا يبحثون عنه فى المدينة حين غاب في غيابة الجبّ.
صلاح الدين سر الختم علي
مروي
السابع والعشرين من أغسطس 2013
No comments:
Post a Comment